حقق المنتخب البرازيلي لكرة القدم - بطل أمريكا الجنوبية - لقب كأس القارات الثامنة لكرة القدم، بعد فوزه على الولايات المتحدة الأمريكية 3-2 في المباراة النهائية التي جمعتهما الأحد 28-9-2009 على ملعب "ايليس بارك" في العاصمة الجنوب إفريقية جوهانسبورغ.
وبهذا الفوز، احتفظت البرازيل باللقب الذي فازت به في النسخة الماضية التي استضافتها ألمانيا صيف 2005، لتتفوق على فرنسا وتصبح أكثر المنتخبات فوزاً بالبطولة - 3 مرات مقابل مرتين للـ "ديوك" -.
وسجل لويس فابيانو (46) و(74) ولوسيو (84) أهداف البرازيل، فيما أحرز كلينت ديمبسي (10) ولاندون دونفان (27) هدفي الولايات المتحدة الأمريكية.
يشار إلى أن المركز الثالث ذهب إلى إسبانيا التي احتاجت إلى وقت إضافي لهزيمة جنوب إفريقيا 3-2، في اللقاء الذي جمعهما على ملعب "ذا رويال بافوكينغ" في راستنبرغ قبل ساعات لتحديد المركزين الثالث والرابع.
وجاءت أولى فرص اللقاء عبر الأمريكي كلينت ديمبسي الذي سدد كرة من خارج منطقة الجزاء مرت إلى يمين القائم الأيمن لمرمى الحارس جوليو سيزار (3)، قبل أن يتقدم الجناح البرازيلي الأيمن مايكون إلى المقدمة ويحضّر أكثر من كرة عرضية تكفل الدفاع الأمريكي في إبعادها إلى ضربات ركنية لم تسفر عن شيء.
ولم يتأخر تقدم الأمريكيين كثيراً، إذ سرعان ما تلقى ديمبسي المتواجد في منطقة الجزاء عرضية رائعة أكملها "على الطاير" في المرمى البرازيلي هدفاً أولاً لأبطال أمريكا الشمالية (10).
ولم يستسلم البرازيليون للصدمة، بل حاولوا تعديل النتيجة بسرعة، فمرر كاكا المنتقل حديثاً إلى ريال مدريد كرة إلى مهاجم مانشستر سيتي الإنكليزي روبينيو الذي سددها بدوره قوية أبعدها تيم هاوارد بأطراف أصابعه (12)، قبل أن يوقف التكتل الدفاع خطورة روبينيو مجدداً (21).
وبدا الدفاع الأمريكي في أفضل حالاته في البطولة، فمنع الهجوم البرازيلي الضارب من دخول منطقة الجزاء، ما دفع فيليبي ميلو للتسديد من بعيد، إلا أن هاوارد تألق مجدداً (25).
وعاد مايكون ليخترق الجبهة اليمنى، وسدد كرة رائعة في الزاوية الصعبة لمرمى هاوارد، لكن الأخير حولها إلى ركنية أسفرت عن مرتدة خطرة سجل منها لاندن دونافان الهدف الثاني لمنتخب بلاد "العم سام" (26).
ثم أنقذ هاوارد مرماه من هدفٍ محقق عندما أبعد "قذيفة" اندريه سانتوس المتوغل في منطقة الجزاء الأمريكية (34)، قبل أن تمر تسديدة مايكون القوية بجوار القائم الأيسر لمرماه (42)، وينتهي الشوط الأول بتقدم الأمريكان بهدفين نظيفين.
وبدا عزم البرازيل على الاحتفاظ بلقبها جلياً منذ أولى لحظات الشوط الثاني، إذ لم ينتظر مهاجم إشبيلية الإسباني لويس فابيانو طويلاً قبل تقليص الفارق بعدما تسلم كرة على مشارف منطقة الجزاء وتلاعب بجاي ديميرت، قبل أن يلتف حول نفسه ويطلق "قذيفة" سكنت شباك هاوارد (46).
ثم مرر كاكا - أفضل لاعب في العالم عام 2007 - كرة طويلة إلى روبينيو المنفرد بهاوارد، إلا أنها طالت على مهاجم مانشستر سيتي لتتحول إلى ضربة مرمى (55).
ورفع مايكون عرضية خطرة خرج لها حامي العرين الأمريكي (57)، قبل أن ينفذ روبينيو ركلة ركنية وصلت منها الكرة إلى رأس لويسيو الذي لعبها في المرمى الأمريكي، لكن هاوارد أبعدها لتتهيأ أمام جيلبرتو سيلفا الذي أهدرها بدوره (59).
وسدد كاكا رأسية رائعة ارتطمت بزاوية المرمى وكادت تعانق الشباك، لولا تدخل هاوارد في اللحظة الأخيرة (60)، علماً بأن الإعادة التلفزيونية أثبتت تخطيها خط المرمى بكامل محيطها.
ووسط سيل المحاولات البرازيلية، خطف دونافان الكرة وسددها قوية فأبعدها سيزار (65)، قبل أن يجرب ديمبسي حظه من تسديدة أخرى حصل منها منتخب بلاد "العم سام" على ضربة ركنية لم تسفر عن شيء (67).
وبلغ تألق هاوارد الذي كان أفضل مواطنيه في اللقاء، ذروته عندما أنقذ شباكه من هدف التعادل، مبعداً تسديدة فابيانو المنفرد تماماً (71)، إلا أن الأخير أبى إلا أن يحرز الهدف الثاني عندما حول عرضية روبينيو إلى الشباك (75).
ووسط الضغط البرازيلي المتواصل، لم يفلح الدفاع الأمريكي في منع "راقصي السامبا" من تسجيل هدفٍ ثالث يبقي البطولة في خزائنهم، إذ حصولا على ركلة ركنية نفذها كاكا على رأس لويسيو الذي حولها في الشباك هدفاً ثالثاً أنهى اللقاء لصالح الـ "سيليساو" (84).
يشار إلى أن وصول المنتخب الأمريكي - بطل أمريكا الشمالية - إلى النهائي يعد مفاجأة من العيار الثقيل، إذ أقصى في طريقه المنتخبين الإيطالي بطل العالم والمصري بطل إفريقيا من الدور الأول، قبل أن يُخرج المنتخب الإسباني بطل أوروبا من نصف النهائي بعد فوزه بهدفين نظيفين.
أما البرازيل حاملة اللقب، فأدت أداءاً رائعة في الدور الأول، محققة 3 انتصارات على حساب مصر وأمريكا وإيطاليا، قبل أن تفوز بصعوبة على المنتخب الجنوب إفريقي المضيف في نصف النهائي بهدفٍ نظيف.